من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

مجلس: مفاخر العرب

صفحة 563 - الجزء 3

مجالس متفرقة

  

  الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وبعد: فهذه مجالس كل مجلس في باب من العلم:

مَجْلِسٌ: مفاخر العرب

  العرب هم الذين ينتمون في نسبهم إلى عدنان أو قحطان، وعدنان هو من ذرية إسماعيل بن إبراهيم @، واختلف المؤرخون في نسب قحطان إلى قسمين:

  قسم قال: إنه من ذرية نبي الله هود #، وأهل هذا القول هم المؤرخون من أهل اليمن.

  وقسم قال: إنه من ذرية نبي الله إسماعيل بن إبراهيم @، وأهل هذا القول هم المؤرخون من غير أهل اليمن.

  وأصح القولين في نظري هو القول الثاني؛ لقوله تعالى في سورة الحج وهي نزلت بالمدينة: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٧٧ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَاجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا ... الآية}⁣[الحج]، خاطب الله تعالى بهذه الآية المسلمين الذين كانوا في المدينة وكان أكثرهم وغالبهم من أهل المدينة، وأهل المدينة قحطانيون.

  وفي الحديث: أن النبي ÷ قال لبني سلمة وهم من أهل المدينة وكانوا يرمون: «ارموا يا بني سلمة فأن أباكم إسماعيل كان رامياً»، هذا معنى الحديث وهو في البخاري وغيره.

  - ما قدمنا مفخرة عظيمة، ومن مفاخرهم أن الله تعالى اختار النبي الخاتم ÷ منهم، وأن القرآن نزل بلغتهم، وأن الله اختار أنصار رسوله ÷ منهم.