من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

مجلس: مفاخر العرب

صفحة 564 - الجزء 3

  - ثم إن الله تبارك وتعالى قال فيهم: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}⁣[آل عمران: ١١٠]، وقال تعالى فيهم: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}⁣[البقرة: ١٤٣]، وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}⁣[الزخرف: ٤٤]، أي: أن القرآن شرف لك ولقومك.

  ومعنى هذه الآية والله أعلم: أن الله تعالى جعل المخاطبين بهذه الآية خيراً من غيرهم من الأمم لأجل أن يشهدوا يوم القيامة على الكافرين والمتمردين، فإذا احتج الكافرون يوم القيامة على الله وقالوا: كيف تحكم علينا يا ربنا بالعذاب الدائم وأنت لم ترسل إلينا رسولاً ينذرنا ويحذرنا؟ فيقول الله تعالى: قد أرسلت إليكم رسولاً ينذركم ويحذركم، فينكرون ذلك، فيقوم الشهداء الذين ذكرهم الله تعالى في هذه الآية فيشهدون بالحق، وهو أنه رسالة الله إليكم فكفروا به وبما جاء به من عند الله.

  - ومن مفاخرهم أن الله تعالى جعل بلادهم مكاناً لبيته العتيق الذي جعله قبلة للناس يتوجهون إليها في عبادتهم، ويحجون إليها تعظيماً لما عظم الله منها، وجعل ما حولها حرماً محرماً، وجعل هناك من البركة والأمن ما لا يوجد في غيرها من البلدان قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ٩٦ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ٩٧}⁣[آل عمران]، وفي بلادهم ولد نبي الإسلام ÷، وفيها نشأ، وفيها بعث، وفيها مات، وفي بلادهم دار هجرته ÷، وفيها قبره ÷.

  - وطائفة الحق التي لا تزال ظاهرة إلى يوم القيامة من العرب، وفي العرب طبائع كريمة كالشجاعة والنجدة والوفاء والصبر والكرم والعفة والحياء و ... إلخ.