مجلس: علم الفلك في القرآن
  أما الشعب الذي لا يملك أي متروك فكري في مكاتبه من بعد آبائه عبر التاريخ فإنه دليل على أن ذلك الشعب عريق في الجهل والغباوة.
  وقد كان الشعب اليمني أغنى الشعوب تقريباً في هذا المجال، فقد كثر متروكه التراثي الفكري حتى أخذ الطامعون من ذلك التراث ما ملأ مكاتب تركيا وبريطانيا وبعض دول أوربا ومصر وبعض الدول العربية، وما زال ذوو الأطماع المادية يبيعون عشرات المخطوطات خفية ويصدرونها إلى بعض الدول ومع ذلك النهب المتواصل والأخذ الكبير فإن المكاتب اليمنية العامة والخاصة ما تزال طافحة بالمخطوطات الأثرية في جميع أنواع العلوم.
مَجْلِسٌ: علم الفلك في القرآن
  قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ}[الإسراء: ١٢]، وقال تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ٥}[الرحمن]، وقال سبحانه: {وَالنُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}[الأنعام: ٩٧]، {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ٣٨ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ٣٩ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ٤٠}[يس]، وهناك آيات كثيرة في هذا المجال.
  ومن المعلوم ضرورة أن قراءة هذه الآيات لا تكفي لمن أراد معرفة منازل الشمس والقمر ومعرفة النجوم التي يهتدى بها في البر والبحر، بل يحتاج من أراد معرفة ما أراده الله تعالى إلى أن يتعلم ذلك عند أهل العلم به.
  فمعرفة نجوم الزراعة هي من هذا العلم، ونجوم الزراعة المعروفة اليوم هي مترتبة وناتجة عن حساب منازل الشمس في السنة كلها، فكل يوم لها منزلة.
  - وما زال الاهتداء بالنجوم إلى اليوم في البر والبحر، ولا يتأتى معرفة الاهتداء بالنجوم إلا بالتعلم عند ذوي العلم بها.