مجلس: علم الصناعة في القرآن
  فنجوم السماء دائمة السير لا تستقر، وما تراه من النجوم في وقت لا تراه في وقت آخر، بل ترى غيرها، وهكذا على طول السنة، ومعرفة كل ذلك لا يتأتى إلا بالتعلم عند خبير بها.
مَجْلِسٌ: علم الصناعة في القرآن
  قال الله تعالى: في داود #: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ٨٠}[الأنبياء]، وقال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ...}[الأنفال: ٦٠]، وقال: {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ٨٠}[النحل]، وقال: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ...}[النحل: ٨٠].
  وتمنن الله تعالى على عباده بما جعل لهم من الفلك (السفن) التي تمخر البحار، وبما جعل لهم في البحار من اللحم الطري، ومن اللؤلؤ والمرجان.
  وذكر تعالى في القرآن الحرير والإستبرق، وثياب الزينة، والذهب والفضة والحديد والنحاس، وتمنن على عباده بما يخرج لهم من أنواع الحبوب والفواكه والثمار، وذكر تعالى الأقلام والكتابة والقراطيس، والموازين والمكاييل و ... إلخ، فكل ذلك قد تمنن الله تعالى به على عباده.
  والمعلوم أن السفن الجواري على ظهر الماء كالأعلام (الجبال) التي امتن الله على عباده بأنه جعلها لهم لا يمكن حصولها وانتفاع عباد الله بها إلا بتعلم صناعة السفن، ولا يمكن العباد أن ينتفعوا بما أراد الله تعالى أن ينتفعوا به من الحديد والنحاس والذهب والفضة إلا بتعلم استخراج ذلك من الأرض وتعلم صناعته عند أهل الخبرة، ولا يمكنهم إقامة العدل في الكيل والوزن إلا إذا وجدت صناعة المكاييل والموازين، ولا يمكنهم إعداد آلات الحرب وعدده التي أمر الله تعالى بإعدادها إلا بأن يتعلموا صناعة الحديد واستخراجه و ... إلخ.