فائدة في نقل الميت
  حمزة بن أبي هاشم، ونقل الإمام محمد بن المطهر من ذي مرمر إلى جامع صنعاء. انتهى من الحواشي.
  وقد استدل في الحواشي على جواز ذلك بشرع من قبلنا، وذلك وصية يعقوب ليوسف حين مات بمصر أن ينقله إلى الشام، ويدفنه إلى جنب أبيه إسحاق # ... إلخ(١).
  قلت: ويمكن أن يستدل على جواز ذلك بأن يقال: إذا كان في نقل الميت مصلحة دينية فإن وجودها وحصولها دليلٌ بمجردها إذا لم تصادم دليلاً ولم تعارضها مفسدة راجحة أو مساوية، والشارع قد اعتبر ما كان كذلك من المصالح، كما ذلك محقق في أصول الفقه.
  ويستدل على ذلك أيضاً بفعل ذلك بين ظهراني علماء الزيدية من غير نكير.
  هذا، ويمكن إدخال المصلحة الدنيوية العامة في جملة المصالح الدينية، وقد عد أهل المذهب من (سبيل الله) إصلاح الطرق والمناهل ونحوهما، وعلى هذا فتكون المصالح العامة الدنيوية من المصالح الدينية.
  هذا، وقد سألني بعض أهل قرية في محافظة حجة فقالوا: إن بلادهم كلها مقابر لا يجدون فيها موضع قدم خال عن قبر؛ لذلك فقد اضطروا أن يبنوا مساكنهم فوق القبور، وبنوا مسجدهم فوق القبور، وسائر مرافقهم كلها على قبور، فتحيرت في الجواب عليهم، ولم أفدهم في ذلك بجواب، ثم ظهر لي فيما بعد أنه يجوز أن يبنوا لهم مسجداً وما يحتاج إليه المسجد من مرافق ودورات مياه، وذلك بأن يرفعوا ما في الأرض من عظام القبور والتراب الموجود في اللحود ثم يحفروا لكل عظام قبر وترابه حفرةً في مكان يليق بكرامة القبر، وَيُعْلِموا ذلك بعلامة يعرف بها أنه قبر، ولا ينبغي لهم أن يخالطوا عظام القبور وترابها بعضها مع بعض؛ وذلك أن النبي ÷ كان
(١) حاشية شرح الأزهار ١/ ٤٤٢.