في أرض منى
  يشهد له حديث ابن عباس عند البخاري: كان النبي ÷ يسأل يوم النحر بمنى فقال له رجل: رميت بعدما أمسيت، فقال: «لا حرج».
  وروى جماعة من المحدثين منهم البزار والحاكم والبيهقي عن ابن عمر بإسناد حسن أن النبي ÷ أرخص للرعاء أن يرموا بالليل وأية ساعة شاءوا من النهار.
  وروي في الصحاح أن النبي ÷ رخص للرعاء أن يرموا في اليوم الأول، ثم يرموا يوم النفر لليومين.
  قلت: الذي يظهر لي أنه يجوز تأخير الرمي إلى الليل للعذر، ولا ينبغي تأخيره لغير عذر، ومن الأعذار شدة الزحام كما هو الحال في زماننا.
المبيت بمنى
  في كتاب الحج والعمرة: وهو عند العترة والشافعي ومالك فرض، وعند أكثر الحنفية مستحب.
في أرض منى
  روى الترمذي - وقال حديث حسن - عن عائشة قالت: قلنا يا رسول الله ألا نبني لك بيتاً يظلك بمنى؟ قال: «لا، منى مناخ من سبق». اهـ
  قلت: يؤخذ من ذلك أنه لا يجوز أن يتحجر أو يتملك أحد شيئاً من أرض منى، وأن حكمها مثل حكم المسجد في أن من سبق إلى مكان فهو أولى به إلى أن يقوم عنه.
فائدة: [في ذكر الله عند المشعر الحرام]
  قوله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}[البقرة: ١٩٨]: المشعر الحرام: جبل صغير في مزدلفة، بُنِي على جهته الجنوبية عمارة، وعنده من الجهة الشرقية مسجد، قال الكثير من علمائنا ¤: إن مزدلفة كلها مشعر.
  قلت: وهذا تفسير وتحديد للعندية المذكورة في الآية فمن ذكر الله تعالى في المزدلفة فقد ذكره عند المشعر الحرام، ولعل الذكر المأمور به في الآية: هو صلاة