من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فسخ الحج إلى عمرة خاص بأصحاب النبي ÷

صفحة 360 - الجزء 1

  لذلك نقول: إنه يجوز ترك الإحرام عند المرور بالميقات؛ للعذر.

  نعم، إذا ترك المعذور الإحرام بالميقات فإذا وصل حدود الحرم المحرم فإن أحس من نفسه القدرة على العمرة أحرم قبل دخوله الحرم المحرم، وإن عرف من نفسه عدم القدرة جاز له الدخول إلى الحرم المحرم ثم دخول المسجد الحرام؛ وكل ذلك من أجل حصول العذر.

فسخ الحج إلى عمرة خاص بأصحاب النبي ÷

  في حديث جابر عند الشيخين وأبي داود والنسائي: أن سراقة بن مالك قال: يارسول الله، أرأيت متعتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ فقال ÷: «بل للأبد» اهـ.

  قلت: قد اختلف في تفسير ذلك:

  فقال قوم: المراد أن الفسخ جائز للأبد، وحينئذ فلا يكون فسخ الحج إلى العمرة خاصاً بأصحاب النبي ÷.

  وقال قوم: المراد: أتجزئ هذه العمرة عن العمرة المشروعة أم لا بد من الإتيان بالعمرة المعروفة؟

  وقال قوم: المراد السؤال عن مطلق المتعة، هل شرعيتها يختص بالعام أم بالأبد؟

  وقد روي أن فسخ الحج إلى العمرة خاص بأصحاب النبي ÷، رواه جمع من المحدثين عن أبي ذر، وعن الحارث بن بلال، عن أبيه، ولفظه كما في النسائي، قال: قلت: يا رسول الله، أفسخ الحج لنا خاصة أم للناس عامة؟ قال: «بل لنا خاصة».

  وبناءً على هذا فالمراد بما جاء في سؤال سراقة هو شرعية العمرة المتمتع بها إلى الحج، لا فسخ الحج إلى العمرة؛ لورود ما يدل على اختصاص أصحاب النبي ÷ بفعلها.

حكم استئناف الإحرام بالحج بعد فساده

  سؤال: إذا فسد الحج بالوطء على الحاج قبل الوقوف بعرفة أو في يوم عرفة، فهل يصح أن يستأنف الإحرام فيغتسل ويلبي بالحج ثم يذهب إلى عرفة فيكون حجه صحيحاً؟