فائدة (حقوق الزوجة)
فائدة (حقوق الزوجة)
  حديث في حقوق الزوجة: «تطعمها إذا أكلْتَ، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبِّح، ولا تهجر إلا في البيت ...».
  قوله: ولا تقبح قالوا: معناه لا تقل: «قبّحكِ الله» ونحوه من الكلام، وعندي أن له معنى آخر غير ذلك، وهو أن تقول: لستِ جميلة ووجهك قبيح، أو دميم، أو ما شاكل ذلك مما يعود إلى قباحة وجهها، كأن يصف عينيها أو أنفها أو فمها أو شفتيها أو خديها بقبح الخلقة والشواهة، فإن مثل ذلك يكون مثل ضرب الوجه في أذاها أو هو أبلغ وأشدّ.
  وفي حديث: «واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع أعوج ...»: يؤخذ من الحديث: أنه ينبغي للرجال أن يعذروا زوجاتهم عن بعض ما يصدر منهن من مساوئ الأخلاق؛ وذلك لأن الله تعالى خلقهن على تلك الطبيعة.
  ومعنى «استوصوا»: اقبلوا الوصية فيهن، أو ليوص بعضكم بعضاً.
  وفي حديث: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».
[الحقوق التي على المرأة والحقوق التي لها]
  للمرأة حقوق وعليها حقوق، وقبل بيان الحقوق يلزم معرفة طبيعة المرأة؛ فاعلم أن طبيعة المرأة الضعف في الجسم وفي العقل، وفي الصبر، وفي الرأي وفي التحمل، وفي التدبير، وفي غير ذلك، قال تعالى في ذكر ضعف المرأة: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ١٨}[الزخرف].
  ولضعفها حط الله تعالى عنها بعض التكاليف وألزم سبحانه الرجال بكفالة نسائهن والقيام بحاجتهن، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}[النساء: ٣٤]:
  ١ - يجدر بالمرأة إذا اختلفت في الرأي والتدبير مع زوجها أن تتابعه في رأيه، وتطيعه في أمره، حتى ولو تأكدت وتيقنت أن رأيها هو الصواب، وأن رأي زوجها هو الخطأ.