من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

باب الوضوء

صفحة 48 - الجزء 1

  ومن قال: إنه عدمي صلى به ما شاء من الصلوات ولو لم ينوها عند ابتداء الوضوء. هذا معنى كلامه.

  قوله: «عدمي» معناه: أن الطهارة هي عدم الحدث المانع من الصلاة.

  وقوله: «وجودي» معناه: أن الطهارة صفة زائدة على عدم الحدث.

  قلت: والظاهر أن الوضوء يجمع بين الأمرين، والدليل على أنها صفة وجودية الوجدان، فإن المتطهر يجد في نفسه آثار الطهارة من راحة النفس وصفاء الفكر، ولا يزال الإنسان كذلك حتى يحصل ما ينافيها.

  فإذا حصلت هذه الطهارة الشرعية لزم حتماً ارتفاع الحدث المانع من الصلاة.

[حكم ذكر الله داخل حمام نظيف]

  سؤال: إذا توضأ الرجل داخل حمام «فرنجي» فهل يكره له أن يذكر الله تعالى فيه؟ وإذا كان الرجل يغتسل داخل حمام أو في مكان مستور فهل يكره له أن يذكر الله تعالى؟

  الجواب: ينبغي لمن يريد أن يتوضأ في الحمام الفرنجي أن يصب شيئاً من الماء داخل الكرسي ليذهب أثر قضاء الحاجة، فإذا ذهب الأثر فليس عليه كراهة في أن يذكر الله بجوار الكرسي عند وضوئه أو عند غسله.

  - وإذا اغتسل الرجل أو المرأة في مكان مستور ونظيف فليس عليهما كراهة في ذكر الله تعالى عند الغسل؛ وذلك لما ندب الله تعالى إليه من الذكر على كل حال: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}⁣[آل عمران ١٩١].

[إذا رأى الإنسان في الصلاة شيئاً من دم في ثوب صاحبه]

  في فتاوى السيد العلامة علي العجري: عن الباقر #: (إذا رأيت في ثوب صاحبك شيئا من دم وهو في الصلاة فلا تخبره حتى ينصرف من صلاته)، يؤخذ من ذلك على مذهب الباقر #:

  ١ - أنه لا يلزم إعادة صلاة من صلى وفي ثوبه دم إذا لم يعلم بذلك إلا