من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فائدة (هل يقع الطلاق قبل النكاح)

صفحة 491 - الجزء 1

  يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}⁣[البقرة ٢٢٥]، وهذه اليمين لغو.

  ٦ - قوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}⁣[الأحزاب ٥].

فائدة (هل يقع الطلاق قبل النكاح)

  قوله تعالى: {إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} الآية [الأحزاب ٤٩]، استدل بها كثير من العلماء والأئمة - كما في أمالي الإمام أحمد بن عيسى بن زيد $ - على أنه لا طلاق قبل نكاح، نحو أن يقول الإنسان: إن تزوجت فلانة فهي طالق، أو متى تزوجتها فهي طالق.

  فإن قيل: ليس في الآية دليل ظاهر على ما قالوا لا من قريب ولا من بعيد.

  قلنا: الأمر هو كما قلتم، غير أن هناك وجه تستنبط عن طريقه الأحكام لا يذكره أهل الأصول، وهذا الوجه مما يختص به القرآن الكريم غالباً، وهو: أن ما ذكره الله تعالى من الأحكام في العبادات والنكاح والطلاق فإنه يجب الالتزام بها، ولا تجوز مخالفتها، وما سكت عنه فلا يصح ولا يجوز.

  وفي هذه الآية ذكر الله تعالى الطلاق بعد النكاح بـ «ثم» التي تفيد الترتيب، وسكت عن الطلاق قبل النكاح فدل بذلك على أن الطلاق قبل النكاح ليس مما شرعه الله تعالى.

  ومن هنا استنكر النبي ÷ طلاق ابن عمر حين طلق زوجته وهي حائض فقام ÷ مغضباً وقال: «أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم؟» أو كما قال، وقرأ ÷: {إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}⁣[الطلاق ١].

  يؤيد ما ذكرنا قوله تعالى: {شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}⁣[الشورى ٢١]، فإنه يؤخذ منه أن ما سكت الله تعالى عنه في باب العبادات والنكاح والطلاق وما يلحق بذلك كالمواريث - لا يجوز فعله.