ويمكن أن يستدل لذلك بما ثبت وتقرر أنه يجوز لشهود الزنا أن ينظروا إلى عورة الزانيين ليشهدوا عليهما بالزنا، وأبيح لهم النظر لما فيه من المصالح العامة، ودفع الضرر المظنون.

  نعم، إذا كان الرجل عقيماً لا يولد له فهل يجوز له أن يكشف عورته عند الطبيب ويستخرج المني بطريقة طبية لمعرفة سبب العقم لتتم معالجته؟

  يمكن أن يقال: إن ذلك يجوز في حالة وذلك كأن تصر زوجة ذلك الرجل على ضرورة معالجة زوجها من العقم، وإلا فإنها ستتركه وتفارقه ولا تقبل به زوجاً، ولا يجد الزوج حلاً لهذا المطلب إلا العلاج من العقم، وهو يتضرر بفراقها؛ لأنه متعلق بها ويحبها ولا يصبر عن فراقها.

  أو لا يقدر على أن يتزوج غيرها إذا فارقها لفقره وقلة ذات يده، أو يظن أنه إن فارقها لهذا السبب لم ترض به النساء إذا خطبهن، أو نحو ذلك مما يؤدي إلى حصول الضرر لعدم الزوجة، أو الوقوع في المحظور؛ فإنه في هذه الحالة يجوز له المعالجة عند الطبيب، وذلك لقوله تعالى: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ}⁣[المائدة: ٦].

  أما إذا لم يحصل شيء من ذلك الضرر فلا يجوز، وليصبر على ما قدر له، ولا يجوز له الدخول في المعصية من غير ضرورة، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً.

فائدة في نتف شعر العانة

  في المهذب: لا يجوز نتف شعر العانة، بل الواجب حلقه؛ لأنه (النَّمْص) المنهي عنه، إلا أن يحلقه بالنورة فهو جائز. انتهى.

فائدة: في عقوبة الزنا

  في شرح الأحكام روى علي بن بلال، عن أبي العباس الحسني، ثم ساق السند إلى النبي ÷ قال: «في الزنا ست خصال، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة؛ فأما التي في الدنيا: فإنها تذهب بالبهاء، وتعجل الفناء، وتقطع الرجاء، وأما التي في الآخرة: سوء الحساب، وسخط الرحمن، والخلود في النار».