من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

فائدة (التفكر في المعاصي)

صفحة 344 - الجزء 2

  قلت: الإيدز هو من الأمراض التي يسببها الزنا، وهذا المرض يغير الصورة، ويعجل الموت، ويحصل للمصاب بهذا المرض اليأس، وينقطع عنه الأمل، وتتغلق في وجهه الأبواب، ويستسلم للمصير المحتوم.

  وفيه بسنده عن محمد بن عبدالله @ في هذه الآية: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}⁣[المائدة ٥]، فقال: نسختها: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ}⁣[البقرة ٢٢١]، وإنما أحل نساء أهل الكتاب للمسلمين وفي نساء أهل الإسلام قلة، فلما كثر المسلمات نسخها الله بهذه الآية، وبقوله: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}⁣[الممتحنة ١٠]، فلا تنكحوا نساءهم ولا تأكلوا ذبائحهم. انتهى.

فائدة (التفكر في المعاصي)

  في التاج للمذهب: قال في البيان: وأما التفكر بالقلب في المعاصي كالزنا ونحوه فإن كان يخشى منه الفتنة لم يجز وإلا جاز. ذكره المؤيد بالله اهـ.

  قلت: الجدير بالمؤمن أن لا يتعمّد التفكر في المعاصي؛ وإنما قلنا ذلك لأن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى يكره المعاصي، ومن شأن المؤمن أن يكره ما يكرهه الله تعالى، ومما لا شك فيه أن الإنسان لا يتعمد التفكر فيما يكره، بل إنه إذا حدثته نفسه في شيء مما يكره يحاول في طرد ذلك الحديث.

الحجاب من أولاد العم

  سؤال: جرت العادة في كثير من البوادي بأن ترفع الزوجة حجابها عن إخوة زوجها، وترفع الحجاب أيضاً عن أولاد عمها وخالها، فإذا أراد الزوج حجابها قوبل بالاستنكار الشديد، وقد تُلزم المرأة بمصافحة المذكورين مع كراهتهم أو كراهتها؛ فكيف المخرج في مثل هذا؟

  الجواب والله الموفق: أن الواجب على الرجل في مثل هذه الحال أن يغض بصره عما حرم الله عليه، وكذلك المرأة يجب عليها غض بصرها وستر عورتها، وعليهما جميعاً أن لا يجتمعا في مكان خال عن الناس.