من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[أمور لا بد من توفرها فيمن يتصدر للحكم بين الناس]

صفحة 420 - الجزء 2

  دون الآخر، أو أن يصافح أحدهما بحرارة دون الآخر، وعلى الجملة فلا يصدر من الحاكم إلى أحد الخصمين ما يشير إلى أنه يميل إليه؛ لأن ذلك مما يدخل الريبة في نفس الخصم، ويدخل في قلبه الخوف من ميل الحاكم في حكمه إلى خصمه.

[أمور لا بد من توفرها فيمن يتصدر للحكم بين الناس]

  لا بد أن يتوفر في الذي يتصدر للحكم بين الناس أمور:

  ١ - أن يكون ورعاً متديناً، ويعرف ذلك عند الناس ليثقوا فيه.

  ٢ - أن يتجنب كل ما يورث التهمة، ولو لم يكن حراماً؛ لاستمرار الثقة فيه.

  ٣ - أن يكون ذكياً حديد الفهم نبيهاً.

فائدة: (في القضاء)

  ١ - أمر النبي ÷ علياً # أن يحكم في اليمن، فلبث في صنعاء أربعين يوماً، ودخل أماكن في اليمن، واستخرج الحمام المشهور بحمام علي، ووصل لحج وأبين ولاعة ... إلخ من الحواشي.

  ٢ - الذي يظهر لي أنه يجوز قضاء المقلد. والذي لا بد منه: أن يكون حسن التمييز، صافي الذهن، له حدة وذكاء، وهذا بالإضافة إلى معلومات عامة وقواعد تتعلق بالقضاء لا بد من تحصيلها، نحو: على المدعي البينة وعلى المنكر اليمين، ومعرفة الشهادة المقبولة والمردودة، والدعوى الصحيحة والفاسدة، ونحو ذلك من المعلومات التي تتعلق بالقضاء.

  ومما يدلّ على جواز قضاء المقلد: ما روي في السيرة أن النبي ÷ ولى القضاء في مكة يوم الفتح عتاب بن أسيد، وعتاب من الطلقاء، ومن المستبعد أن يكون عتاب من المجتهدين.

  وبعد، فمن البعيد أن يتوفر في الزمن الواحد من المجتهدين ما يغطي جميع البلاد.

  ٣ - وللحاكم ترك الحكم أو تأخيره إذا خشي مضرة من أحد الخصمين، ولا