باب صفة الصلاة
باب صفة الصلاة
[فائدة: حول النية]
  في مفتاح السعادة للمولى العلامة علي بن محمد العجري |: فأما لو نوى بها (أي: بالعبادة والصلاة) استحقاق الثواب والسلامة من العقاب؛ فقال أهل المذهب: إن لم ينوها لوجوبها لم تجزه ... إلخ، انتهى.
  قلت: الذي ينبغي أن ينوي بعبادة الله تعالى أموراً:
  ١ - أن ينوي بها الشكر لله تعالى؛ بدليل قوله تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا}[سبأ ١٣].
  ٢ - أن ينوي بها الامتثال لأمر رب العالمين، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي أخرج المرعى؛ بدليل قوله تعالى: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ٢١ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}[البقرة]، ومعنى هذا: أنك تعبد الله من أجل أنه يستحق العبادة، وأنه يستحق الطاعة والامتثال.
  ٣ - طلب الثواب والسلامة من العقاب؛ بدليل قوله تعالى: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ٤٥ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ٤٦}[البقرة]، وقوله تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ٩ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ١٠}[الإنسان].
  فإذا جمع المصلي هذه الأمور في نيته فهو الأولى، وإن اقتصر على واحد منها أجزأه ذلك؛ بدليل ما روي عن أمير المؤمنين # حين قسم العبادة إلى ثلاثة أقسام:
  - عبادة الأحرار، وهي: أن تعبد الله تعالى لأجل أنه يستحق العبادة.
  - عبادة التجار، وهي: أن تعبد الله تعالى لأجل الثواب.
  - عبادة العبيد، وهي: أن تعبد الله تعالى لأجل السلامة من العقاب.