من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[حكم الفرح بقتل رجل]

صفحة 446 - الجزء 2

  وبعد، فقد قرر علماؤنا وغيرهم في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جواز قتل العصاة أو وجوبه إذا أصروا على العصيان ولم ينفكوا عنه بعد المحاولة في إزالته بكل حيلة، فإذا لم يبق إلى إزالة المنكر سبيل إلا القتل جاز أو وجب، وآخر العلاج الكي، وحينئذ فيكون القتل حكم الله في حق العصاة المصرين على عصيانهم، الذين لم يؤثر فيهم الرفق والتخويف بالله، وبيان الحجج والأدلة، ولا ... ، ولا ... إلخ.

  وقد سمى الله تعالى قتل الأشرار نصراً لأوليائه في قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠}⁣[الحج]، وسمى تعالى ذلك فضلاً ونعمة في قوله ø: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ٢٥١}⁣[البقرة].

  ومن شأن المؤمنين أن يفرحوا بفضل الله عليهم، كما قال سبحانه وتعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ٥٨}⁣[يونس].

  ومن شأنهم أن يفرحوا بنصر الله لأوليائه المؤمنين، كما قال سبحانه: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ٤ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ}⁣[الروم]، فأي حرج على المؤمن في الفرح بفضل الله وبنصره لأوليائه.

[حكم الفرح بقتل رجل]

  سؤال: إذا فرح الرجل بقتل رجل لأمر ديني أو لأمر دنيوي فهل عليه في ذلك تبعة؟

  الجواب: أن الفرح بقتل رجل لكونه صاحب بدعة، أو صاحب معصية، أو من أجل أذاه للفارح أو لغيره، أو نحو ذلك - يجوز ولا حرج في ذلك.

  وإن كان الفرح بقتله لأجل إيمانه وتقواه، أو علمه - فإن ذلك لا يجوز؛ لأن المؤمن لا يكون مؤمناً حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لها.