باب صفة الصلاة
  قلنا: قد يخفى وجوب قراءتها؛ حيث إنهم كانوا يصلون خلف النبي ÷ وخلف غيره، ويكون الإمام هو الذي يقرأ دون المؤتمين، فقد يظن الجاهل أن القراءة لا تجب إلا على الإمام الذي يصلي بالناس.
  وإذا احتمل الحديث ما ذكرناه فلا تقوم به الحجة على عدم وجوب ما لم يذكر فيه. اهـ
[فائدة في الصلاة: تُبيِّن أهمية الأذكار]
  في حواشي شرح الأزهار: (فأما لو كان يمكنه القراءة دون الأركان سقطت؛ لأن الأذكار تابعة للأركان لا العكس). انتهى.
  قلت: الأولى القول بأنها لا تسقط في هذه الحال، كما لم تسقط على المسايف، ولقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن ١٦].
  هذا، وقوله: (لأن الأذكار تابعة للأركان لا العكس(١)).
  الجواب: لو قلنا: إن الأمر بالعكس فتكون الأركان تابعة للأذكار لكان أولى لقيام الدليل على ذلك، من ذلك: قوله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}[آل عمران ١٩١]، وقوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ١٤}[طه]، وقوله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}[المزمل ٢٠]، وقوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ١١٠}[الإسراء]، وقوله تعالى: {وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ١١١}[الإسراء]، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٤٢}[الأحزاب]، وقوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ٤٨ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ٤٩}[الطور] ... إلى غير ذلك مما عبر الله تعالى فيه بالذكر والتسبيح عن الصلاة، ولم يعبر بذلك عنها إلا لأنه الأهم فيها، فكأنه وحده الصلاة؛ لما ذكرنا، والله أعلم.
[كيفية قراءة القرآن في الصلاة]
  سؤال: هل قراءة القرآن في الصلاة على الصفة التي يقرأ بها عند مشائخ القرآن وفي الإذاعة - لازمٌ أم لا؟
(١) شرح الأزهار ١/ ٢٥٩.