من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

باب صفة الصلاة

صفحة 98 - الجزء 1

  هذه هي الأذكار الواجبة في المذهب وعند غيرهم من العلماء، وهناك أذكار أرى أنها أقرب إلى الوجوب منها إلى السنة هي:

  ١ - تكبير النقل والتسميع.

  ٢ - تسبيح الركوع والسجود.

  وذلك:

  - لأن الصلاة شُرِعت لإقامة ذكر الله، وقد قال تعالى: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٤٢}⁣[الأحزاب]، {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ٤٨ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ٤٩}⁣[الطور]، {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ١٧}⁣[الروم]، {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}⁣[آل عمران ١٩١].

  - وذكر الله تعالى الأمر بالتسبيح في القرآن في مواضع كثيرة، وفسَّروه بالصلاة: لما نزل: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ٧٤}⁣[الواقعة]، قال: «اجعلوها في ركوعكم»، ولما نزل: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ١}⁣[الأعلى]، قال: «اجعلوها في سجودكم» أو كما قال.

  - ولما ترك معاوية تكبير النقل ضجَّ أهل المسجد النبوي استنكاراً عليه، وفيهم بقية من الصحابة، ولم يبرر عمل معاوية أحد، وإلا لنقل تبريره.

  - وكان رسول الله ÷ يكبر في قيامه وقعوده، ومن بعده أمير المؤمنين.

  فإن قيل: لم يذكر النبي ÷ للمسيء صلاته تكبير النقل ولا تسبيح الركوع والسجود، ولو كان واجباً لذكره؛ لأنه في مقام البيان، ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة؛ فدل ذلك على أن ما لم يذكره ÷ للمسيء صلاته ليس بواجب؟

  قلنا: لعله ÷ إنما ترك ذكر ذلك وبيانه للمسيء صلاته لأنه معلوم له ولكل مسلم.

  فإن قيل: لو كان الأمر كذلك لما بين له ÷ قراءة الفاتحة؛ لأن وجوب قراءتها معلوم.