[هل يجوز اغتراب المسلم في أوربا أو أمريكا]
  ١ - ذلة الدين، وفقدانه لمكانته العالية.
  ٢ - ذلة المسلم وخضوعه وخشوعه لسلطان الكافرين.
  فإن قيل: إن المسلمين حقاً الملتزمين بأحكام دينهم ما زالوا مقهورين ومغلوبين وفي ذلة ومهانة على طول تاريخ الإسلام غالباً، وذلك لغلبة الظالمين وقوة سلطانهم فإنهم أذلوا أولياء الله وحملة دينه، إلا من رضي بباطلهم، وأعانهم على ظلمهم، وسار في طريقهم، فلم يحصل على طوال التأريخ ما ذكرت من الأمرين.
  قلنا: ما ذكرنا من الأمرين هو الواجب، ولكن هذا الواجب يسقط إذا فقدت الاستطاعة؛ لقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦]، وقد عذر الله تعالى المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً من الهجرة، فلم يكلفهم بها لعدم استطاعتهم عليها، وكلف غيرهم من القادرين عليها.
  وقد كان المتدينون المخلصون في تأريخ الإسلام الطويل بمنزلة المستضعفين الذين عذرهم الله تعالى عن الهجرة، فإن سلاطين بني أمية وبني العباس استولوا على جميع أرض الإسلام العريضة وأحكموا سيطرتهم عليها، ونفذت أحكامهم وشوكتهم على كل رقعة منها، فلم يستطع المتدينون أن يخرجوا من تحت أولئك السلاطين، ولم يجدوا لهم مهرباً، فإن نظروا غرباً فالسلطان وشوكته أمامهم، وإن نظروا شرقاً أو شمالاً أو جنوباً فكذلك، فقلنا إنهم معذورون عند الله، وإن السعي لطلب ما ذكرنا من الأمرين غير واجب عليهم؛ لعدم استطاعتهم.
[هل يجوز اغتراب المسلم في أوربا أو أمريكا]
  سؤال: هل يجوز للمسلم أن يغترب في أوربا، أو أمريكا ليحصل على ما يحتاجه من المال في زواج وبناء و ... إلخ، مع أنه يتعرض كثيراً هناك هو ودينه للاحتقار والاستهزاء والاستخفاف، ويعاني من ذلك شيئاً كثيراً، ولا يمكنه هناك الدفاع والرد؟