الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
  سؤال: ما حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا ظن أو علم صاحب الأمر والنهي أنه إن فعل ذلك قُتِل؟
  الجواب والله الموفق: قد قال العلماء: إن الأمر والنهي إذا كانا يؤديان إلى وقوع منكر أكبر مما نهي عنه أو مساوٍ حرم الأمر والنهي، وقد قال سبحانه وتعالى فيما شابه ذلك: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}[الأنعام ١٠٨]، وقتل المؤمن من أكبر الكبائر وأعظمها عند الله تعالى: {فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}[المائدة ٣٢]، وقال سبحانه: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}[البقرة ١٩٥]، وقال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ٢٩}[النساء]، والعقل يقضي بقبح التسبب في حصول المنكر.
  فإن قيل: قد روي في الحديث المشهور ما معناه: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر»، فإن ظاهر هذا الحديث يعم جميع الأحوال.
  قلنا: ظاهر هذا الحديث مخصوص بما ذكرنا سابقاً من الأدلة.
  فإن قيل: قد خرج الإمام الحسين # والإمام زيد # في حال يعلم في مثله أو يحصل غالب الظن أنهما سيقتلان هما وأصحابهما، وذلك دليل على خلاف ما ذكرتم.
  قلنا: لم يخرج الإمامان @ إلا وقد اشتملت دواوينهما على ما ظنا معه الظفر وتحقيق النصر، غير أنهم غدروا بهما ونكثوا بيعتهما في وقت إعلان الخروج؛ فلم يمكنهما الرجوع.
  نعم، هناك حالة يجوز فيها الأمر والنهي مع ظن القتل أو العلم به، وذلك بأن يكون فيما يحصل إعزاز للدين، وإعزاز الدين مصلحة تفوق على القتل.