[هل يلزم إنكار الغناء]
[هل يلزم إنكار الغناء]
  سؤال: هل يلزم إنكار الغناء، أم لا؛ لوجود الخلاف في تحريمه؟
  الجواب: أن الغناء وآلاته منكر ومستنكر عند علماء أمة محمد ÷، وقد شذ البعض فحكم بتحليلها وإباحتها، وهم نوعان اثنان:
  ١ - نوع منهم متساهل في دينه مثل ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد، فإنه حكم بإباحتها وقرر في كتابه أنها حلال، والدليل على أنه متساهل في دينه ما ذكر في ترجمته في مقدمة كتابه من أنه كان مولعاً بشرب الخمر، وكالعلماء المخالطين للسلاطين.
  ٢ - والنوع الآخر هم الصوفية فإنهم أباحوا منه ما يهيج الشوق إلى الله، ويرقق القلب، ذكر ذلك في إحياء علوم الدين للغزالي.
  فإذا عرفت ذلك فاعلم أن خلاف هذين النوعين لا يعتبر خلافاً، ولا يقدح خلافهم في الإجماع؛ لأن النوع الأول متساهل ومفرط لا يبالي بمعاصي الله تعالى، ففتوى شارب الخمر وحكمه غير مقبول إطلاقاً، وهكذا فتوى مخالطي السلاطين فإنها غير مقبولة، ولا يجوز الاعتماد عليها، وقد حذر الرسول ÷ من العلماء المخالطين للسلاطين: «... فاحذروهم على دينكم».
  وأما النوع الثاني وهم الصوفية فإباحتهم لبعض الغناء وهو ما يهيج الشوق إلى الله ويرقق القلب إنما كانت لمصلحة رأوها في بعض الغناء لا لدليل شرعي، أما سائر الغناء فحرموه، وحينئذ فلا يعتبر خلافهم؛ لأنه ناتج عن رأي رأوه لا عن دليل، بل إنهم يعتقدون تحريمه إلا أنهم استثنوا برأيهم نوعاً من الغناء كما ذكرنا.
  - والذي عرفته في هذا العصر:
  ١ - أن أهل المذهب السلفي يحرمون الغناء وآلات اللهو جميعاً، سمعت ذلك مرات في إذاعتهم.
  ٢ - أهل المذهب الجعفري الإمامي، سمعت ذلك في إذاعة طهران، وقد