من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[هل يلزم إنكار الغناء]

صفحة 535 - الجزء 2

  التزمت دولة إيران بمنع الغناء على الإطلاق، لا في الإذاعة ولا في غيرها منذ قيام دولة الخميني وإلى اليوم.

  ٣ - علماء الزيدية في القديم والحديث يحرمون الغناء وآلات اللهو.

  وبعد، فالعقل يحكم بقبح الغناء وآلاته وسماجته؛ لأمور تستدعي ذلك:

  ١ - أنه قرين الخمر وصاحبه.

  ٢ - أنه يهيج الشهوة والغريزة الجنسية عند الجنسين ويدعو إلى الزنا.

  ٣ - أنه من أعمال الفسقة وذوي الدناءة، وذوي الترف والغفلة، لا من أعمال ذوي المروآت وذوي الديانة.

  ٤ - أنه يلهي عن ذكر الله وعن الصلاة، ويشغل القلب بالهيام والغرام.

  ٥ - يحاول الاستعمار اليوم إفساد المسلمين وإفساد دينهم وأخلاقهم وذلك من عدة طرق منها الغناء، ولا يخفى اليوم ما للغناء والمغنين من المكانة والتشجيع والرعاية السياسية وضخامة الميزانية و ... إلخ، ولا شك أنهم رأوا أن الغناء من الوسائل الصادة للشباب عن دينهم والمفسدة لأخلاقهم.

  وبعد، فقد وردت الروايات المتكاثرة عن النبي ÷ الدالة على تحريمه التي يرويها الزيدية والجعفرية وأهل السنة والجماعة، وبناءً على ذلك فالواجب إنكاره وتغييره.

  ولكن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فعامة الشعوب الإسلامية يستحلونه ولا يرون به بأساً، بل هو عندهم أحل من الماء الزلال، فيقابلون من استنكر عليهم الغناء بالاستخفاف والاستهزاء، وليس ذلك لجهلهم بالأدلة الدالة على تحريمه، فلو حاولت أن تعرفهم الأدلة لم يقبلوها ولاستخفوا بها، وحينئذ فيكون الواجب هو مجانبتهم ومهاجرتهم، ولا يجوز حضور مجالس لهوهم وغنائهم، هذا هو المتوجه بالنسبة لعموم الناس.