من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[إذا كان الرجل يقرأ القرآن ولا يتأثر به]

صفحة 15 - الجزء 3

  أنه يقرأ كلام الله فتحل هيبة الله وعظمته في نفسه، وتحصل له مواعظ وزواجر ورغبة ورهبة، فهو يستفيد من قراءة القرآن بقدر معرفته وفهمه، فلا ينبغي إرشاده إلى ترك قراءة القرآن.

  هذا، وقد كان في أصحاب رسول الله ÷ جماعة من العجم كصهيب، وبلال، وسلمان، وغيرهم، ولم يُرْوَ أن النبي ÷ نهاهم عن قراءة القرآن، مع العلم أن العجم لا يحسنون النطق بكلام العرب كما ينبغي، ثم دخلت أمم عظيمة من العجم في الإسلام، ولم يُرْوَ أيُّ استنكار من علماء المسلمين على قراءتهم للقرآن، ولم يذكر عن واحد منهم أنه أرشد العجم إلى ترك القراءة والعدول إلى التسبيح والذكر.

[إذا كان الرجل يقرأ القرآن ولا يتأثر به]

  سؤال: إذا كان الرجل يقرأ القرآن ولا يتأثر به، فهل يدل ذلك على نقص إيمانه؟

  الجواب: لا يدل ذلك على ضعف إيمان الرجل ولا نقصه، والذي يدل على نقص الإيمان وضعفه عند الرجل هو أن يترك بعض الواجبات، أو أن يفعل بعض المعاصي؛ فإن ذلك يدل على ضعف إيمانه ونقصه، ولو كان يخشع لقراءة القرآن ويبكي لسماعه! فإنه لا ينفعه ذلك، ولا يزيد في إيمانه.

  - أما الذي يرده من فعل المعاصي وترك الواجبات الخوف من الله فإنه يكون مؤمناً ولو كان لا يتأثر بقراءة القرآن، ولا يخشع لسماعه، ولكن المؤمن الذي يتأثر بقراءة القرآن، ويخشع لسماعه، مع التزامه بتقوى الله تعالى في الإتيان بالواجبات وترك المعاصي، يكون أرفع منزلة، وأكمل في الإيمان.

  - فإن قيل: قد قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ٢ ...}⁣[الأنفال]، مما يدل على أن وجل القلوب عند ذكر الله من لوازم الإيمان.