[العلماء ومن يعرف أسرار القرآن]
  القرآنية في هذا الباب كثيرة.
  - والمراد بالعلماء في هذه الآيات ونحوها علماء الدين الذي جاء به الرسول ÷ من عند الله؛ بدليل قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢}[الجمعة].
  - ومن الجدير بنا أن نذكر هنا ماهية العلم الذي استحق صاحبه الثناء الحسن في القرآن الكريم، وسمو المنزلة، ورفيع الدرجات عند الله تعالى فنقول:
  - العلم المراد هنا هو: صفة وجودية تتمكن في نفس المكلف يستطيع بواسطتها أن يدرك بعين بصيرته دقائق أحكام الإسلام، وما كلف الله به عباده من شرائع الحلال والحرام.
  - أما غير دقائق الأحكام فالعالم والجاهل في معرفتها سواء، فكل مسلم يعلم أن الخمر والزنا والسرقة حرام، ويعلم أن الصلوات الخمس واجبة، وأنها تنقسم إلى صلوات رباعية كالظهر والعصر والعشاء، وثلاثية كالمغرب، وثنائية كالفجر، وأن الزكاة فريضة محتومة، وأن زكاة ما أخرجت الأرض العشر إن كان عنثرياً، ونصف العشر إن كان يسقى بالمكائن ونحوها و ... إلخ، وأشباه ذلك.
  - ما ذكرنا من حقيقة العلم هو المراد هنا الذي جاء القرآن بمدح صاحبه والثناء عليه، ويطلق العلم أيضاً على معنيين آخرين هما:
  ١ - الإدراك الذي هو نسبة بين المدرِك والمدرَك، أي: أنه بهذا المعنى نسبة إضافية لا وجود لها في نفس المكلف، ولا في المعلوم.
  ٢ - نفس المعلومات فإنه يطلق عليها لفظ العلم فيقال: «علم النحو» لمسائله.
  إلا أن العلم الذي وردت الآيات القرآنية بمدح صاحبه هو العلم بالمعنى الأول.