[فائدة في طرق نيل العلم]
  عند الله وأعلى منزلة من المجاهد في سبيل الله الصابر المحتسب حتى يقتل مقبلاً غير مدبر، وذلك للأدلة الدالة على ذلك مثل قوله تعالى {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[الزمر: ٩]، {وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة: ١١]، وفي القرآن آيات كثيرة في ذكر العلم وفضله.
  - وأن العالم يخلف النبي ÷ في تبليغ الدين ونشر أحكامه، وبيان شرائعه، ويرشح العالم لخلافة النبي ÷ إذا توفرت فيه سائر الشرائط المعتبرة.
  - ولا شك أن الفضل المراد هنا يكون بكثرة الثواب، فمن كان ثوابه أكثر فهو أفضل.
  - والعالم يستنقذ به الله الجماعات الكثيرة من الضلال، ويبين لهم الهدى وسبيل الرشاد.
  - وفي الحديث المشهور: «من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة»، ولا شك أن العالم يحيي سنن الهدى، ويميت سنن الضلال.
  - وبعد، فالمقرر عند المسلمين والراسخ في أنفسهم منذ يومهم الأول وإلى اليوم أن منزلة العالم أعلى عند الله، وأنه أفضل من المجاهد.
  - ثم إن العالم هو الذي يهدي المجاهد إلى الجهاد، ويبين له الحق، ويرسم له طريق الجهاد، ويعلمه شرائعه وأحكامه، وقد قال تعالى: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ٣٥}[يونس].
  - في حين أن العالم يموت ويبقى علمه ينتفع به الناس بعد موته جيلاً بعد جيل، وتهتدي به أمم بعد أمم.
  - ويشتهر ذكر علماء الأمة في الأجيال شهرة عظيمة، وشهرة المجاهدين ليست كذلك، مما يدل على عظمة العلماء في الصدور، واعتقاد عظيم فضلهم على غيرهم من المؤمنين والمجاهدين.