من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[من هو الراسخ في العلم]

صفحة 31 - الجزء 3

  العداوة، فإن كانت بالقلب فقط دون اللسان واليد فلا حرج فيها.

  وإن كانت باللسان أو اليد فيجوز منه ما يكافي ما لحقه من الأذى لقوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ...}⁣[الشورى: ٤١]، والصبر والعفو أحسن لقوله تعالى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ٤٣}⁣[الشورى]، {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ...}⁣[البقرة: ٢٣٧] ... إلى غير ذلك من الآيات.

  فإذا كان الذي دعا للعدواة وتسبب فيها هو العلم أو الإيمان أو طلب العلم لا غير، ولولا ذلك لم تحصل العداوة - فإنها تكون كفراً، وذلك أنها عداوة لله ولرسوله ÷ وللدين.

[من هو الراسخ في العلم]

  سؤال: من هو الراسخ في العلم؟

  الجواب وبالله التوفيق: أن الراسخ في العلم هو الذي استحكمت معرفته بالله تعالى، وبما يستحقه من الجلال والكمال، وبما يتعالى عنه من الشبيه والمثيل وصفات المحدثات وفعل القبائح ... وإلخ.

  مع استحكام معرفته بلغة القرآن، وتمييزه بين المحكم والمتشابه، والنصوص والظواهر، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ، و ... إلخ.

  بالإضافة إلى معرفته واطلاعه على مذاهب السلف الصالح من أهل البيت $ وغيرهم من علماء الصحابة والتابعين.

  ولا بد مع هذا كله أن يكون من أهل الحق وأهل التقوى واليقين والخشية لله رب العالمين، فمن كان كذلك فهو من الراسخين في العلم.

  قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ٦٩}⁣[العنكبوت]، وقال سبحانه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ}⁣[البقرة: ٢٨٢].