كتاب التوحيد
  يقوم سلطانهم إلا به، ولما يترتب عليه أيضاً من توهين دعاة الحق والعدل، وإلا فإن هذه المسألة ليست من مسائل الأصول بل من مسائل الفروع، والله أعلم.
  وهناك أصول لم يذكرها الإمام القاسم # وهي:
  ١ - الإيمان والتصديق بنبوة نبينا محمد ÷ وما يلحق بها ويتبعها.
  ٢ - الإيمان والتصديق بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # ثم الحسن ثم الحسين من بعد أخيه ثم ... إلخ.
  ٣ - الإيمان والتصديق بأن أهل البيت $ هم أهل الحق وتراجمة الكتاب، واعتقاد محبتهم واتباعهم، وأن من خالفهم ضال هالك، وأنهم حجج الله على خلقه و ... إلخ.
  فلعل الإمام # لم يذكر هذه الأصول؛ لأنه وجه ذلك الكلام إلى من لا يشك في وجوبها ممن كان على بصيرة في العلم بها كأولاده وشيعته؛ فإن العلم بها عند الشيعة من العلوم الأولية كالعلم بوجوب الصلاة والزكاة والحج ونحو ذلك، فلم يذكرها اعتماداً على ذلك، والله أعلم.
[أول ما خلق الله الهواء]
  سؤال: قال أئمتنا $ إن أول ما خلق الله الهواء الذي هو مكان لا في مكان، قالوا: لأنه لو كان له مكان لأدى إلى التسلسل وهو محال، والقاعدة عند المحققين أنه لا يعقل جسم إلا في مكان، ويستحيل أن يوجد جسم لا في محل:
  أ فهل يكون كلام أئمتنا $ نقضاً لهذه القاعدة؟
  ب حسب هذه القاعدة وهو أنه يستحيل أن يوجد جسم لا في محل فيكون إثبات الهواء لا في مكان محالاً، ويكون إثبات الهواء في مكان محالاً لما يؤدي إلى التسلسل؛ فلماذا رجح أئمتنا $ القول الأول مع أن كليهما محالان مع العلم أنه لا يصح القول بالمحال؟
  ج - استدل أئمتنا $ على أن الهواء جسم لطيف بأنه يتحرك ويسكن، وبأنه يملأ