قسم أصول الدين
  والأكل والشرب وتبادل المنافع وطلب الرزق في البر والبحر و ... إلخ، أما الخالق العظيم فإنه في كل ما خلق وفيما يخلق لا يحتاج إلى حركة ولا سكون، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢}[يس].
  فالخلائق تتحرك لحاجتها إلى الحركة، والله تعالى غير محتاج للحركة فلا يصح ولا ينبغي أن نشبه الخالق بالمخلوق في الحركات والسكون.
  - وأخبر ﷻ بأنه يطعم المخلوقات ويرزقها لحاجتها إلى الطعام والرزق، وأخبر عن نفسه بأنه غني عن الطعام غير محتاج إليه.
  - وأخبر تعالى عن مفارقته لخلقه بأنه يُدْرِكُ الأبصارَ المخلوقة، وأنها لا تدركه.
  - وأخبر عن نفسه بأن المعلومات كلها لا تغيب عن علمه ولا يفوته منها شيء {وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا}[الأعراف: ٨٩].
  أما المخلوق فلا يتسع علمه في الوقت الواحد لأكثر من معلوم واحد.
  - للمخلوق آلتان يعمل بهما وهما اليدان، وله آلتان هما الرجلان يمشي بهما من مكان إلى مكان، وبهما يكر ويفر ويمشي ويجري، وله أليتان وفخذان يجلس عليهما، وله آلتان للبصر، وآلتان للسمع، وله منخران يدرك بهما الروائح، وله حاسة يدرك بها الملموسات، وآلة يدرك بها المطعومات، وعن طريق هذه الحواس يكتسب المخلوق المعلومات، وللمخلوق طرق أخرى لاكتساب المعلومات وهي: التجارب، والاستقراء، وقياس الأمور بعضها على بعض، والحدس، والوجدان، و ... إلخ. والعقل آلة حاكمة.
  أما العلي الأعلى تبارك وتعالى فلا يحتاج إلى آلة يتوصل بها إلى ما يشاء على الإطلاق.
  فلا يحتاج إلى المشي، ولا يحتاج يدين وساعدين وعضدين وعضلات وأصابع ومفاصل ليتوصل بذلك إلى أعمال اليدين، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢}[يس]، ولا يحتاج إلى آلة بصر، وآلة سمع، وآلة شم، وآلة ذوق، وآلة مس، ولا يحتاج إلى تجربة، ولا استقراء، ولا قياس، ولا حدس، ولا