قسم أصول الدين
  آلة كلام، ولا آلة تنفس، ولا آلة هضم، ولا آلة تناسل، ولا آلة يجلس عليها، تعالى تقدس عن الحاجة للآلات.
  - والإنسان يتخذ السرير ليرتفع فوقه عن أوساخ الأرض وترابها وحشراتها، وتعالى الله وتقدس عن الحاجة إلى ما يرفعه ويبعده عن الأقذار والأوساخ وأذى الهوام والحشرات.
  - ووصف الله تعالى نفسه بالملك القدوس السلام، ومعنى القدوس: أنه المنزه عن كل نقص، وعن كل سوء، وعن كل قبيح، ومعنى السلام أنه السالم من كل عيب ونقص وقبح، فليس بمحتاج إلى آلة ولا إلى غير آلة؛ لأنه لا يحتاج إلى الآلة إلا من كان ناقصاً في ذاته.
  فمن الجهل الكبير أن نشبه الله تعالى بالإنسان في الجسم والأعضاء والحواس والكلام والضحك والحركة والسكون والمشي والهرولة و ... إلخ.
  - وقد قال تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ١١٠}[مريم]، فالذي يصور الله تعالى بصورة الإنسان تماماً قد أحاط وهمه وتخيله بمعرفة الله تمام المعرفة.
  - وبعد، فإن الإنسان وسائر الأجسام الموجودة في الكون دلائل دالة على أن لها خالقاً خلقها، ومصوراً صورها، ومبدعاً ابتدعها:
  وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه الواحد
  فلو أن الله تعالى على شكل إنسان كما يقوله الجاهلون لكان - جل وعلا - آية في نفسه تدل على خالق خلقه، ومصور صوره، ومبدع ابتدعه.
  فمن هنا عرفنا أن الله تعالى ليس له جسم ولا صورة؛ لأن الأجسام تدل دلالة ذاتية على أنها مُحْدَثَة، وأن لها مُحْدِثاً أحدثها، وخالقاً خلقها.
  وهذه الدلالة دلالة ذاتية لا تفارق الجسم ولا تنفك عنه فسبحان الخالق الذي تقدس عن صفات المخلوق، وتعالى ربنا العظيم عن صفات المربوب الضعيف، وتقدس الغني عن مشابهة الفقير المحتاج، وتعالى عن مجانسة