من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

قسم أصول الدين

صفحة 83 - الجزء 3

  العاجزين والجاهلين، والحمد لله رب العالمين.

  - واعلم أن الذي أوقع طوائف من الأمة في إثبات الأعضاء والحواس لله حتى جعلوه تعالى على صورة إنسان بيدين ورجلين وساقين وعينين وأذنين يمشي ويهرول ويجلس ويقوم ويضحك و ... إلخ - هو الجهل بلغة القرآن الذي أنزله الله تعالى بلغة العرب {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ١٩٥}⁣[الشعراء]، فرأوا فيه ألفاظاً فسروها بجهلهم على غير تفسيرها، وحملوها على غير معناها.

  وإليك هذا المثال الذي يصور السبب الذي أوقعهم في الضلال: «الوجه» هذه لفظة مفردة، ومعناها واضح وهو وجه الإنسان الذي يشتمل على أنف وفم وعينين وخدين وشفتين و ... إلخ، وهذا المعنى يفهمه الخاصة والعامة والذكي والغبي والأمي و ... إلخ.

  ولكن أهل اللسان العربي الذين نزل القرآن على لغتهم قد يريدون بالوجه معنى آخر إذا أدخلوه في الكلام المركب فترى قائلهم يقول مثلاً: هذا وجه الرأي، فجعلوا للوجه في هذا المثال معنى غير معناه المعروف.