كتاب العدل
  ٣ - التفكر في الذنوب وكثرتها، والتفكر في التفريط في طاعة الله، والتفريط في ذكره، وفي قلة شكره، وفي حلم الله تعالى عنه، والتفكر في كثرة النسيان والغفلة عن استشعار عظمة الله وجلاله، والتفكر في قلة الهيبة من الله؛ وذلك لما يؤدي إليه من التوبة والاستغفار.
  ٤ - التفكر في ضعف الإنسان غاية الضعف، وفي فقره وفاقته، وفي حاجته، وأنه لا حول له ولا قوة إلا بالله، وأنه لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، وأنه لا يستغني عن الله طرفة عين، وأنه في غاية الحاجة والاضطرار إلى ربه، و ... إلخ، وذلك ليعتمد في كل أموره على ربه، وليسأله وليدعوه دعاء المضطر.
  ٥ - التفكر في حال الإنسان في الدنيا ضعف وقوة وفقر وغناء، وصحة وسقم، وموت وحياة و ... إلخ، وذلك لما يؤدي إليه هذا التفكر من السلامة من الغرور بالدنيا والوثوق بها، وليحذر الغرور وعاقبة المغترين بها.
  ٦ - التفكر في المصير المحتوم من الموت والحساب والجنة والنار، وذلك لما يؤدي إليه من تقليل الالتفات إلى الدنيا وزينتها، ومن تقليل الطمع والحرص عليها، ولما يؤدي إليه أيضاً من قوة الداعي إلى الطاعات، وقوة الصارف عن الشهوات و ... إلخ.
  وغير ذلك من التفكير الذي يدعو إلى تعظيم الله وتنزيهه، وتسبيحه وتحميده، وتكبيره وتوحيده، وطاعته و ... إلخ.
  فبما ذكرنا من الفوائد الناتجة عن التفكير كان له تلك المنزلة الفاضلة لسائر العبادات، وحق له أن يكون كذلك؛ لأن به تفتح أبواب الخيرات فهو أساسها ومنبعها.
[مناظرة أبي الحسن الأشعري وأبي علي الجبائي حول أفعال العباد]
  ثلاثة إخوة:
  - مؤمن بر تقي.