من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب العدل

صفحة 96 - الجزء 3

  - فاجر شقي.

  - طفل.

  مات الثلاثة جميعاً.

  إذا قال الطفل: لو أبقيتني يا إلهي لنلت منزلة المؤمن البر التقي.

  فيقول الله: كنت أعلم أني لو أبقيتك لعصيت، وصرت مستحقاً للعذاب الأليم فراعيت مصلحتك.

  فإن قال الفاجر الشقي: يا إلهي، كما علمت حاله فقد علمت حالي فلِمَ راعيت مصلحته دوني؟

  قيل: إن أبا الحسن الأشعري أورد ذلك على الشيخ أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة، وأن أبا علي تحير في الجواب وأفحم، وكانت هذه الأسئلة هي السبب التي دعت أبا الحسن الأشعري إلى ترك مذهب المعتزلة.

  قلت: يَرِدُ هذا على من يقول: إنه يجب على الله تعالى أن يراعي الأصلح لعباده، فإذا علم تعالى من حال العبد أنه سيؤمن ويتوب إلى الله عند أن يصل عمره ثمانين سنة فإنه يجب على الله تعالى أن يؤخره إلى أن يبلغ ثمانين سنة، وأنه إذا علم أن المؤمن إذا تجاوز الستين من عمره فإنه سيفتتن ويدخل في معاصي الرحمن فإنه يجب على الله تعالى أن يخترم عمره قبل أن يصل إلى ذلك.

  وقد يجاب على تساؤل أبي الحسن الأشعري من وجهة نظر الزيدية وعلى مقتضى أصول ديانتهم بأن يقال:

  ١ - خلق الإنسان بما هو عليه من الكمال والجمال والسمع والبصر والعقل من أعظم نعم الله، أو هو أعظم نعم الله على عبده، وهذه النعمة العظيمة تفضُّل من الله، وإحسان منه خالص.

  ٢ - وإمداده تعالى للإنسان بالصحة والعافية وطول العمر نعمة أخرى، وفضل فوق فضل، وإحسان فوق إحسان.