كتاب الإمامة
فائدة في الإيمان الجملي
  قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ...}[البقرة: ٢٨٥]، وقوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ...} إلى آخر الآية [البقرة: ١٣٦]، ونحو ذلك.
  قد يؤخذ من ذلك ونحوه: كفاية الإيمان الجملي، وبناءً على ذلك فلا يشترط معرفة أئمة أهل البيت على التفصيل، اللهم إلا من جاء الدليل على وجوب معرفته على التعيين كأمير المؤمنين والحسنين $، وإمام الزمان؛ فإن الأدلة قد قضت بوجوب معرفة من ذكرنا على التعيين.
  أما الثلاثة - فالأدلة على ذلك كثيرة.
  وأما إمام الزمان فلنحو قوله ÷ المروي: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» أو كما قال.
  والواجب أن يعرف المكلف بعد ذلك على الجملة أن أهل البيت بعد الثلاثة الذين هم ذرية الحسنين - هم أهل الحق وورثة النبي، وخلفاؤه والقائمون مقامه، وأن متبعهم ناج، ومخالفهم ضال، وأنهم خيرة الله وصفوته من هذه الأمة، وأن محبتهم فريضة واجبة، وأن الله طهرهم من الرجس تطهيراً.
  ويؤيد ما قلنا: أن الذي جاء به النبي ÷ من عند الله في حق أهل البيت هو تعريف الأمة بأهل الكساء، وتعيينهم، وفضلهم، وطهارتهم، وتقدمهم، وخلافتهم، و ... إلخ، ثم بيان فضل أهل البيت على الجملة، وأنهم أهل الحق إلى يوم القيامة، وأنهم ... إلخ، كما جاء عنه ÷ إيجاب معرفة إمام الزمان كما قدمنا.
  هذا، وأما الإيمان بالله تعالى إيماناً جملياً كإيمان العوام - فالذي يظهر لي أنه يكفي العامي إيمانه الجملي.
  والذي يدل على ذلك: أن الرسول ÷ كان يكتفي بذلك.