من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب الإمامة

صفحة 115 - الجزء 3

  ويشهد لما قلنا: الحديث المشهور: «أركان الإسلام: أن تشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن تقيم الصلاة ... إلخ» أو كما قال.

  ويشهد أيضاً لما ذكرنا: ما ذكره ابن أبي الحديد من اختصاص أمير المؤمنين $ بمعرفة علم الكلام، وما ذكره ابن أبي الحديد صحيح؛ إذ لم يرو عن أحد من الصحابة - على كثرة ما روي عنهم - شيء من تفاصيل علم الكلام البتة.

  نعم، دفع الشبه واجب فيجب على الكفاية معرفة علم الكلام، معرفة يتمكن معها من دفع الشبه ورد التلبيس.

  وفي الحديث: «ولكن يُقْبَض العلم بموت العلماء ... إلخ» والواقع يصدق حديث النبي ÷؛ فإن العالم إذا كان في القبيلة أو القرية فإن تلك القبيلة تكون أبعد من الفتن والضلال، فإذا مات العالم منها تسربت إليهم الشبه والتلبيسات.

في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

  من شأن المؤمن أن يأنس بالمعروف وينسجم معه، ويرتاح له، وأن ينزعج للمنكر وينفر عنه، ويتضايق منه.

  هكذا تكون طبيعة المؤمن الذي حل الإيمان قلبه، وهكذا تكون نفسياته، وهذا هو المقصود بإنكار المنكر بالقلب، وإنكار القلب للمنكر فريضة واجبة لا يعذر أي مكلف في تركها، ولا يجوز في أي حال من الأحوال تركها.

  غير أن هذه الفريضة مترتبة على العلم بالمعروف والمنكر، وبعد العلم بذلك لا يحتاج المؤمن إلى عناء في حصول ذلك الشعور النفسي.

  وهذا الشعور هو من علامات الإيمان ودلائله، بل هو من لوازمه فلا يتم إيمان المؤمن إلا بذلك، وقد يقل هذا الشعور بقلة الإيمان ويكثر بكثرته.

  وهذا الشعور النفسي باب عمل كبير فقد صح أنه من رضي عمل قوم أشرك في عملهم، وحينئذ فمن رضي أمراً فقد دخل فيه، ومن سخطه فقد خرج منه.