من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب الإمامة

صفحة 116 - الجزء 3

  - إذا عرفت ذلك؛ فاللازم على المؤمن أن يهتم أشد الاهتمام بهذا الباب، وذلك بتربية نفسياته على هذه الطبيعة، ومحاولة زيادة ذلك الشعور النفسي، ويتجنب التفريط في ذلك.

  - وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعدما ذكرنا ثلاث مراتب:

  ١ - المرتبة الأولى: تكون بالعمل الصامت كالإعراض عن العاصي وهجرانه، وقطع الإحسان عنه، وبظهور علامات الغضب على الوجه.

  ٢ - المرتبة الثانية: تكون بالقول كالوعظ والتذكير بثواب الله وعقابه، والحث على فعل المعروف، والزجر والتنفير من إتيان المنكر.

  ٣ - المرتبة الثالثة: العمل، كالعقاب على المعصية، والقبض على يد العاصي بالحبس أو الضرب و ... إلخ.

  فهذه ثلاث مراتب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمرتبة الرابعة: هي ما صدرنا به هذا المبحث وهي الشعور النفسي.

  فالشعور النفسي والمرتبة الأولى من الثلاث يجبان على المؤمن في كل حال، ومن دون أي شرط إلا العلم فهو شرط عام لكل المراتب.

  أما المرتبتان الأخيرتان فلوجوبهما شروط بعد العلم:

  ١ - ظن ترتب الفائدة على الأمر والنهي، فإذا ظن المؤمن أنه سيكون لأمره أو نهيه فائدة ومصلحة وجب وإلا فلا يجب. ودليل ذلك عقلي، فالعقول تجزم بقبح العمل الذي لا يترتب عليه أي فائدة، وتعد فاعل ذلك جاهلاً أحمق.

  ٢ - أن يأمن الآمر على نفسه وعرضه وماله، ودليل ذلك: ما جاء في قصة أصحاب الكهف، وما أمر الله تعالى المسلمين لضعفهم في أول الأمر من الكف والإعراض والعفو والصفح والتكتم، وقال تعالى في هذا الباب: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}⁣[آل عمران: ٢٨]، {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}⁣[النحل: ١٠٦].