من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 124 - الجزء 3

  ٣ - قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}⁣[الشورى: ٣٠].

  لذلك فنقول: إن ما يلحق الإنسان - في نفسه أو ولده أو أهله أو ماله أو فيما يحب - من حوادث الدنيا وعوارضها هو نتيجة لذنب كسبته يده، وقد أرشد الرسول ÷ للسلامة من ذلك إلى الصدقة فإنها ترد البلاء، وأرشد إلى صلة الرحم فإنها تزيد في العمر.

  وجاء كما في رواية زيد بن علي #: أن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر - مائة مرة - تدفع مائة نوع من البلاء، وقراءة الفاتحة وبعدها: الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه - يدفع سبعين نوعاً من البلاء، وجاء في قراءة آية الكرسي والمعوذتين نحو من ذلك، إلى غير ذلك؛ فيمكننا أن نقول حينئذ: إن الصدقة وصلة الرحم والتسبيح مائة مرة وقراءة الفاتحة و ... إلخ كل ذلك يكفر الذنب الذي يسبب حصول المصائب والبلاء و ... إلخ.

  لذلك نقول: إن الثواب تختلف أنواعه، فثواب الصلوات نوع، وثواب الصدقة نوع، وثواب الصيام نوع، وثواب الحج نوع، و ... إلخ.

[حديث: من أقال نادماً أقال الله عثرته يوم القيامة]

  سؤال: حديث: «من أقال نادماً أقال الله عثرته يوم القيامة»: إن كانت العثرة كبيرة فلا يكفرها إلا التوبة كما ذلك معلوم من أصول الأئمة $، وإن كانت العثرة صغيرة، فالصغائر مكفرات بالطاعات؛ فما هو المعنى المراد بذلك؟

  الجواب والله الموفق: الذي يظهر لي والله أعلم أن المراد أن الله تعالى يعطي فاعل الإقالة من زيادة الألطاف والتوفيق في الدنيا فيدعوه ذلك إلى التوبة والندم على ما فعل من عثرات وزلات؛ فإذا جاء يوم القيامة أقال الله عثرته التي كان قد استقال منها في الدنيا بتوفيق الله وألطافه التي أمده بها في الدنيا جزاءً على إحسانه بفعل إقالة النادم، وهكذا يمكن أن تفسر الأحاديث المشابهة لهذا الحديث، والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.