من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 133 - الجزء 3

  الجواب وبالله التوفيق: لنفهم أن الآية مسوقة لبيان أن توبة الكافر غير مقبولة بعد موته، فكأن الله تعالى قال: إن توسل الكافر بعد موته إلى الله تعالى بالتوبة أو بأي عمل صالح حتى ولو كانت وسيلته إلى الله ملء الأرض ذهباً لما قبلها الله منه، بل ولو أنه يعطي ملء الأرض ذهباً بدلاً عن دخوله النار ويكون هذا البدل فدية له من النار كما يفدي الأسير في الدنيا ويطلق مقابل مال للذي أسره، وبهذا تعرف الفرق بين معنى الجملة الأولى، ومعنى الجملة الثانية؛ فالجملة الأولى يراد بها التوسل إلى رضا الله تعالى وعفوه، بأن يكون ذلك الذهب كفارة لذنوبه، كما أن العاصي في الدنيا من بعض الذنوب عندما يتوب إلى الله تعالى يعطي إلى الفقراء شيئاً من المال كفارة ذنوبه.

  والجملة الثانية ليست كذلك بل يراد بها معنى آخر هو أن الكافر لا تقبل منه الفدية، والفدية ليست وسيلة ولا كفارة كما ذكرنا في معنى الفدية سابقاً. والله أعلم.