من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[أصول الدين وأصول الفقه عند الزيدية]

صفحة 164 - الجزء 3

  وأما ما يذكر في تاريخ أئمة الزيدية من قتال فإنه يكون بين من ليسا بإمامين، أو بين إمام وبين من ليس بإمام، ولو تحرينا النظر واستقصينا البحث فيما جرى بين الزيدي وبين الحسين بن القاسم لعرفنا أن أحدهما إمام والآخر ليس بإمام.

  ومن هنا يمكننا القول بأنه لم يقع قتال بين إمامين من أئمة الزيدية على الإطلاق.

[أصول الدين وأصول الفقه عند الزيدية]

  ورد علي سؤال وهو أنه يقال: إن علم أصول الدين ليس من علوم أهل البيت، وإنما أخذته الزيدية من المعتزلة، وهكذا علم أصول الفقه، وإنما أخذته الزيدية من الأشعرية؛ فهل ذلك صحيح؟ وما هو الجواب؟

  فأجبت بجواب شفهي في محضر عام وكانت خلاصة الجواب:

  ١ - أن ذلك دعاية كاذبة يراد بها تزهيد الناس عن دراسة ذينك العلمين، وإبعادهم عن معرفة أحكام الله تعالى التي كلف بها عباده وهي:

  أ الأحكام العقائدية (أصول الدين).

  ب الأحكام العملية (العبادات والمعاملات)، ومعرفة ذلك كما ينبغي متوقفة على معرفة أصول الفقه.

  ٢ - أن الذي أسس علم أصول الدين وعلم أصول الفقه هو الإمام علي بن أبي طالب #، ومن أراد معرفة صحة ما ذكرنا فليطالع كتاب «نهج البلاغة» الذي اشتمل على الكثير من كلام أمير المؤمنين # وخطبه ورسائله وحكمه، وكتاب «شرح نهج البلاغة» لابن أبي الحديد، فإنه سيجد فيه تصديق ما ذكرنا.

  وهذا بالإضافة إلى أن علماء المعتزلة يسندون علم أصول الدين إلى أمير المؤمنين # بأسانيدهم المتصلة إلى الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده.