من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

مبحث هام عن الزيدية وأصولها

صفحة 166 - الجزء 3

  العلم بأحكام القرآن والسنة، ويمكننا أن نشبهه بالمنظار الذي يكشف ويوضح ما لا يمكن استيضاحه بالعين المجردة.

  ٧ - لو كان علم أصول الفقه من علوم الأشعرية لما تقبله منها أهل المذاهب الأخرى جميعاً كالإمامية والزيدية والسلفية والظاهرية والإباضية، وهكذا علم أصول الدين لو كان من علوم المعتزلة لما تقبلته الطوائف الأخرى مثل الإمامية والزيدية والإباضية و ... إلخ؛ لما بينهم من العداء.

  ٨ - لا شك أن علماء المسلمين اختلفوا في العقائد الإلهية فقال بعضهم: إن المكلف مختار في أفعاله الطاعة منها والمعصية، وقال بعضهم: بل لا فعل للعبد في فعل طاعة أو معصية، ولا إرادة له في ذلك، بل الله تعالى هو الذي يفعل الطاعة والمعصية في المكلف بقدرته وإرادته ومشيئته، وحصل بسبب ذلك الاختلاف - مجادلات أورد فيها كل فريق ما استطاع من الأدلة والحجج، وحاول كل فريق أن يبطل ما أدلى به الفريق الآخر من الأدلة والبراهين.

  ٩ - وهكذا كانت الخلافات بين علماء المسلمين في سائر المعارف الإلهية، فكتبت تلك الخلافات وما دار فيها من الحجج والبراهين والشبه، والردود والجوابات؛ لما فيها للناظر من الاستبصار، واستحكام معرفة الحق من الباطل، واطمئنان النفس، بحيث لا يمكن لأحد أن يلبِّس على الدارس في دينه أو يشبه عليه في عقائده.

  - العلم بجميع أنواعه محمود يحسن تعلمه، ويمدح حامله بما في ذلك علم أصول الدين وعلم أصول الفقه، إلا علم السحر وعلم النجوم وعلم الكهانة، وعلماء المسلمين من كل الطوائف لا يختلفون في ذلك على طول تأريخ المسلمين وحتى اليوم، وحينئذ فلا سماع لذم من يذم ذينك العلمين، ولا عبرة بذمهم لمخالفتهم إجماع المسلمين، بل إجماع عامة العلماء.

  - وقد سمعت من غير هذا السائل: إن ذينك العلمين ضلال، ويعللون ذلك