من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

قسم أصول الفقه

صفحة 237 - الجزء 3

  الظني، الدليل الضعيف، الراجح، المرجوح، الآحاد، المتواتر، المتلقى بالقبول، المشهور، العدالة، الجرح، المحكم، المتشابه، المجمل، المبين، النص، الظاهر، المؤول، العام، الخاص، المطلق، المقيد، المنطوق، المفهوم، و ... إلخ. وكل ذلك مأخوذ من اللغة والشرع.

  بهذا يتبين أن علم أصول الفقه مأخوذ من اللغة العربية في الغالب، واللغة العربية هي لغة القرآن: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ}⁣[الزمر: ٢٨].

  واللغة العربية لا تنسب لأحد دون أحد، وحينئذ فتلك المعارف اللغوية ليست من علم أهل السنة، والذي هو من علم أهل السنة على التحقيق هو: الجبر والقدر، والتشبيه، والإرجاء، والرؤية لله سبحانه وتعالى علواً كبيراً يوم القيامة، والشفاعة للعصاة الذين ماتوا غير تائبين من أمة محمد ÷، والخروج من النار، وتقديم الثلاثة الخلفاء على أمير المؤمنين في الخلافة والفضل، وتولي معاوية ويزيد، ومعاداة أهل البيت $، ومعاداة شيعتهم و ... إلخ؛ فهذه العلوم هي التي يقال فيها: إنها من علم أهل السنة.

  وبعد، فالقرآن عربي مبين نزل بلغة العرب العرباء، وحينئذ فمعرفة أحكامه ومعانيه وأسراره وحكمه وغرائبه وبدائعه ولطائفه و ... إلخ كل ذلك يتطلب بالضرورة الحتمية معرفة اللغة العربية معرفة كاملة ومعرفة رسوخ وإحاطة وشمول، ولا يكون ذلك إلا بإتقان المعرفة لعلم أصول الفقه، وعلم النحو، وعلم مفردات اللغة، أما علم المعاني والبيان فقد أحاط به علم أصول الفقه.

  ومن هنا فإن من يتعاطى تفسير القرآن من دون ذلك فقد ورط نفسه في الهلكات، وضل وأضل، وتقول على الله تعالى، وهذا أمر واضح متقرر عند العقلاء.

  نعم، تلك أصول الفقه التي ألفتها الزيدية، وأجمع كتاب هو كتاب (شرح الغاية للحسين بن القاسم رحمة الله عليه)، وهو كتاب يذكر فيه كل مسألة من مسائل أصول الفقه ويقول: قال أئمتنا $ كذا، وقالت الأشعرية كذا، وقالت