من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

قسم أصول الفقه

صفحة 238 - الجزء 3

  المعتزلة كذا، ويقول: قال الهادي والمؤيد بالله وأبو طالب والمنصور بالله $ كذا، وقال الجويني والغزالي كذا، وقال فلان كذا، ثم يقول: والدليل على ما ذهبنا إليه كذا، والجواب على الجويني والغزالي كذا وكذا.

  وعلى هذا يذكر الأقوال، ودليل كل قول، والجواب على كل قول، ثم ينتصر لمذهب أئمتنا $.

  وحينئذ فما كان على هذه الصفة لا يقال: إنه من علم أهل السنة والجماعة، كيف يكون من علم أهل السنة وهو يقول: قال الإمام القاسم الرسي والإمام الناصر الأطروش والهادي إلى الحق: إن الأمر للفور، وقال ... إلخ.

  المؤيد بالله # ليس له هناك كتاب موضوع في علم أصول الفقه غير أنه ذكر كل قواعد أصول الفقه من أولها إلى آخرها في كتابه الفقهي الكبير (شرح التجريد)، وكذلك الهادي # ليس له كتاب خاص في أصول الفقه غير أنه ذكر قواعد الأصول في كتاب (الأحكام) و (المنتخب)، وسائر كتبه.

  وكذلك قواعد أصول الفقه موجودة بحذافيرها في كتاب (شرح الأحكام لعلي بن بلال)، وفي (شرح التحرير للإمام أبي طالب).

  فعلم أصول الفقه موجود عند علماء الزيدية الذين يشتغلون بعلم الفقه من قديم الزمان، وكانوا يخلطون علم الفقه وعلم أصول الفقه؛ فجاء الشافعي وفصل علم أصول الفقه عن علم الفقه، وهو أول من ميز أحدهما عن الآخر فاحتذى الناس بعد ذلك بالإمام الشافعي، فجعلوا علم أصول الفقه في كتاب على حدة للتسهيل والتيسير.

  وهذه الحقيقة حقيقة عامة يعرفها جميع علماء المسلمين المطلعين على تطور التصنيف والتأليف.