من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

أصول الفقه مأخوذ من القرآن

صفحة 240 - الجزء 3

  اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}، بل الذي رأت علماء الأمة أن قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا ..} الآية، يحتم على كل واحد التمسك بالقرآن والاستناد إليه في جميع أموره على قدر استطاعته: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}⁣[التغابن: ١٦]، فتمسكوا بالقرآن، وأخذوا منه أحكام الإسلام على قدر مبالغ علمهم فاتفقوا على الكثير من الأحكام الفقهية، واختلفت آراؤهم في القليل مما خفي مأخذه وغمض استنباطه.

  وكان لا بد من حصول ذلك لما طبع الله عليه البشر من الخطأ والصواب، وقد قال تعالى في مثل ذلك: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}⁣[الأحزاب: ٥]، وحينئذ فالخطأ في الاجتهاد معفو عنه بنص القرآن وإجماع أهل البيت والزيدية وإجماع الأمة.

  وقد حكى الله تعالى الاجتهاد وذكره وقرره في دين غير دين الإسلام، وذلك في دين شريعة داود وسليمان @ فإنهما ª حكما في قضية من القضايا فاختلفت أحكامهما، فلم ينكر الله تعالى عليهما ذلك الاختلاف، بل مدحهما وأثنى عليهما في كتابه الكريم ثناءً حسناً يذكران به إلى يوم القيامة فقال وهو يحكي هذه القصة: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ٧٨ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ٧٩}⁣[الأنبياء]، فلم يكن ذلك خلافاً محرماً ولا ذنباً وفرقة.

أصول الفقه مأخوذ من القرآن

  ١ - (الأمر للوجوب) قاعدة من قواعد أصول الفقه دل عليها القرآن في آيات كثيرة، وكذلك قاعدة: (النهي للتحريم).

  ٢ - حجية القرآن وحجية أقوال الرسول ÷ وأفعاله وتقريراته كل ذلك مأخوذ من القرآن.

  ٣ - قبول خبر المؤمن العدل وعدم قبول أخبار الفساق دل عليها القرآن.