من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

المحكم والمتشابه

صفحة 253 - الجزء 3

المحكم والمتشابه

  - الذي لا يعرف المحكم والمتشابه ويميز بينهما يتيه في فهمه، ويضطرب فكره، ولم يدر كيف المخرج، فيضل ويضل.

  - وهذا هو حال الذي يريد أن يأخذ دينه من القرآن من غير علم بقواعد الاستنباط وأصوله.

  - وعلم المحكم والمتشابه هو باب من أبواب علم أصول الفقه، فإذا سكرنا باب علم أصول الفقه وشطبنا على قواعده فإننا نكون بذلك قد وضعنا دون علوم القرآن وأنواره سداً منيعاً وحجاباً مستوراً لا يمكن اختراقه، فتبقى أحكام القرآن محبوسة خلف السد المسدود والحجاب المضروب، وحينئذ تنطمس شرائع القرآن وأحكامه، فيستولي على الأمم الجهل والضلال، ويحق عليها ما حق على الأمم من قبلها.

[النهي عن اتباع متشابه القرآن]

  في مسلم كتاب العلم باب النهي عن اتباع متشابه القرآن: حديث: «إنما أهلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب».

  وحديث: «اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا».

  قلت: يلزم الحشوية أن يتركوا الاستدلال بالآيات التي وقع الاختلاف في معناها كالآيات التي يستدلون بها على التشبيه، والتي يستدلون بها على القضاء والقدر، و ... إلخ، وذلك لهذين الحديثين اللذين رواهما مسلم في الصحيح.

الحديث

  الحديث المروي عن النبي ÷ هو مصدر من مصادر الأحكام الشرعية، وهو في الدرجة الثانية بعد القرآن الكريم، ولا خلاف في هذه الجملة.

  ولا خلاف أيضاً في قبول الحديث الصحيح، والعمل بمقتضاه، وأنه حجة يلزم العمل بها، ووقع الاتفاق على قبول الأحاديث المتواترة، والأحاديث