من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الاجتهاد

صفحة 290 - الجزء 3

  ٣ - الأحكام الشرعية الفرعية العملية أحكام كثيره لا تكاد تحصر ولا تعد، والوصول إلى تحصيلها لا يتيسر ولا يحصل لكل مكلف، وإنما يحصل لنوادر من المكلفين وهم الذين رسخت أقدامهم في معرفة علوم لغة العرب، وتحققت معارفهم وتمكنت في علم أصول الفقه، ثم في معرفة كتاب الله تعالى ومعرفة السنن المروية عن النبي ÷، والآثار المروية عن علماء الأمة من أهل البيت والصحابة والتابعين ومن بعدهم، ومع ذلك فلا بد من أن يتوفر للمكلفين ذكاء متوقد وفطنة عالية، فعند حصول ذلك وتوفره للمكلف يمكنه التعرف على الأحكام الفرعية.

  ٤ - الأحكام الفرعية تستنبط من أدلة دقيقة وخفية لا يصل إليها إلا من حظي من الله بالتوفيق والتسديد والإعانة.

  - لذلك كله دعت الضرورة في الأحكام العملية إلى أن يقلد الجاهل العالم ويأتم به في العمل بها.

  - وعلى الجاهل أن يأتم بالذي يتوفر فيه:

  ١ - التقوى والورع، فإن اختلف العلماء في ذلك فليتخذ أعظمهم رسوخاً في ذلك.

  ٢ - أن يكون العالم كامل العلم في نظر الجاهل، فإن اختلف العلماء في نظر الجاهل فليختر أعلمهم في نظره.

  - ومعرفة ذينك الأمرين سهلة ومتيسرة على الجاهل، فإنه يعرف ذلك بالشهرة بين العلماء، وبين طلبة العلم وبين سائر الناس.

  - وإذا استوى العالمان أو الثلاثة في نظر العامي، كأن تكون شهرتهم متساوية أو متقاربة في نظره فهو بالخيار في تقليد أيهم شاء.