من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[تعليق على الحديث المروي في الشفاء عن المغيرة في التواري]

صفحة 291 - الجزء 3

فوائد في العبادات

[تعليق على الحديث المروي في الشفاء عن المغيرة في التواري]

  حديث المغيرة الذي رواه في الشفاء هو في تواري النبي ÷ وبعده عن الناس، وذلك أمر متقرر في العقول، فحديث المغيرة لم يثبت حكماً شرعياً، وإنما جاء لتأكيد حكم متقرر في العقول.

  التواري عند قضاء الحاجة والبعد عن الناس هو من جملة أحكام متقررة في العقول مركوزة في الفطرة، مثل ستر العورة المغلظة، ونجاسة الغائط والبول، ونحو ذلك.

[النيابة في العبادات البدنية]

  من شأن العبادات البدنية أنها لا تصح فيها النيابة فلا يصح أن يصلي أحد عن أحد مطلقاً، أي لعذر أم لغير عذر، والسر في ذلك أن الله تعالى شرع الصلاة مثلاً لحكمة ومصلحة متعلقة بشخص المصلي لا تحصل إلا إذا فعلها الشخص نفسه، فمصلحة الصلاة خاصة بالمصلي، ومصلحة الصيام خاص بالصائم.

  وقد استثني من ذلك الحج فهو وإن كان عبادة بدنية، إلا أن الدليل قد قام على أنه تصح النيابة فيه للعذر المأيوس كالشيخ الكبير الذي لا يستطيع الركوب على الراحلة، وقام على صحة النيابة عن الميت بوصية أو بغير وصية.

  وجاء دليل في النيابة في الصيام ليس في قوة دليل النيابة في الحج، وذلك إذا مات الميت وعليه صيام فإنه يصوم عنه وليه.

  وقام الدليل أيضاً على صحة النيابة في زيارة النبي ÷، وقيست زيارة الصالحين على زيارته ÷ في صحة النيابة.

  وجاء الدليل على صحة النيابة في السلام على الأحياء.