من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[معنى التسبيح والتكبير والتهليل]

صفحة 364 - الجزء 3

  وبعد، فالاستغفار من متممات الإيمان وتوابعه، ألا ترى كيف وصف الله تعالى إيمان الرسول والمؤمنين في آخر سورة البقرة في قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} ... إلى قوله: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ٢٨٥}⁣[البقرة].

  وأخيراً نقول: إن الاستغفار ليس له حد محدود، ولكن يظهر لي أنه يجب عند الشعور بالذنب والتقصير وجوباً مضيقاً.

[معنى التسبيح والتكبير والتهليل]

  - «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر»: هؤلاء أربع كلمات لكل كلمة منهن معنى وهو:

  «سبحان الله» تفيد: تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقات، وعن كل نقص، وعن كل قبيح، وعن كل ما يتنافى مع عظمة الله وجلاله.

  «الحمد لله» كلمة تفيد: أن الله تعالى هو الحقيق بالحمد والشكر؛ لأنه هو الذي أنعم على عباده بما لا يحصى من النعم.

  «لا إله إلا الله» كلمة تفيد: البراءة من كل ما يعبد من دون الله وإثبات الإلهية لله وحده، ونفيها عمن سواه.

  «الله أكبر» كلمة تفيد إثبات صفات الكمال والعظمة والجلال لله تعالى.

  فتكون هذه الكلمات الأربع قد اشتملت على المطلوب من الإيمان بالله تعالى جملة.

  - «ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»: وهذه الكلمة تعتبر مكملة لمعاني الكلمات السابقة، وهي تفيد الاعتراف بالبراءة من حول النفس وقوتها، وإثبات الحول والقوة لله تعالى، ويعني ذلك الاعتراف بالعبودية لله تعالى، وبالضعف والعجز، والاعتراف بالفقر والحاجة إلى الله.