[طواف سليمان بن داود # على نسائه]
  ٤ - أن الجهاد فرضه الله تعالى لإعزاز الدين وإعلاء كلمة الله، وحينئذ فالواجب جهاد من يحاول العدوان على عزة الإسلام، أو يحاول الوقوف في طريق إعلاء كلمة الله، وسواء أكان المعتدي من داخل الصف أم من خارجه، واللازم على جماعة المسلمين تقديم الأهم فالأهم، ولا شك أن العدو القريب الدار أشد خطراً من بعيد الدار.
[طواف سليمان بن داود # على نسائه]
  في مسلم من حديث عنه ÷ قال: «قال سليمان بن داود نبي الله: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كلهن تأتي بغلام يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه أو الملك: قل إن شاء الله؛ فلم يقل ونسي؛ فأطاف بهن، فلم تلد منهن إلا امرأة واحدة نصف إنسان ...» إلخ.
  وفي رواية أخرى عند مسلم أيضاً: «لأطوفن الليلة على تسعين امرأة ... إلخ».
  قلت: عندي شك في صحة هذه الرواية؛ لأمور:
  ١ - أن طبيعة الإنسان وإن بلغ من القوة البشرية منتهاها غير قادرة على جماع تسعين امرأة أو سبعين امرأة في ليلة واحدة.
  ٢ - من البعيد أن يحلف نبي من أنبياء الله - وهم أهل المعرفة بالله وبسننه - أن تسعين امرأة أو سبعين سيحملن في ليلة واحدة، وتأتي كل واحدة منهن بغلام يجاهد في سبيل الله.
  ٣ - من المستبعد أن يُذَكَّر نبي من أنبياء الله مشيئة الله فلا يلتفت إلى ذلك، ولا يذكر، بل يعرض وينسى، بل من المستبعد أن يحلف على أمر مجهول مستقبل مما استأثر الله تعالى بعلمه لم يعرف ما يقضي الله فيه.
  ٤ - في الحديث: نسبة الجهل العظيم إلى نبي من أنبياء الله، كيف يصدر ذلك من نبي عظيم؟ هل جهل سليمان أن نفسه وقوة بدنه بيد الله، وأن الله