من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[ذكر استشهاد أمير المؤمنين #]

صفحة 424 - الجزء 3

  وقصة استشهاده مشهورة.

  ويجدر بنا هنا أن نبين مكانته في الإسلام، وتبينت مكانته # في الإسلام من طريقين اثنتين:

  الطريق الأولى: أعماله في الإسلام، وهي:

  ١ - السبق إلى الإسلام فهو أول ذكر أسلم واستجاب لدعوة النبي ÷ لم يسبقه إلى الإسلام إلا النبي ÷ وخديجة بنت خويلد زوجة نبي الله ÷، وقد قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١}⁣[الواقعة]، وقد أجمعت الأمة أن السابق إلى الإسلام أفضل من المسبوق؛ لذلك لجأ المقدمون لأبي بكر في الفضل على علي # إلى دعوى أن أبا بكر أول من أسلم، وهي دعوى باطلة، فقد صح أنه لم يسلم إلا بعد ستة أو سبعة سبقوه إلى الإسلام.

  ٢ - جهاده في الإسلام: أطبقت السير أنه لم يكن لأحد من المسلمين لا من المهاجرين ولا من الأنصار مثل ما لعلي # في الجهاد مع النبي ÷، ولسيفه الأثر البالغ في المشركين في يوم بدر، فالذي يقرأ السيرة يجد أن ما يقارب نصف قتلى المشركين في يوم بدر قد قتلوا بسيف علي، وفي يوم أحد هو # الذي قتل أصحاب الراية، وفي يوم الخندق قتل عمرو بن عبد ود العامري، وكان يعد لألف، وفي يوم خيبر قتل مرحباً وفتح الحصن، وفي حنين فر المسلمون وثبت مع النبي ÷ وقاتل بين يديه، وفعل في المشركين يومئذ الأفاعيل و ... إلخ؛ لذلك كان له ثقله في الإسلام، وهابه المشركون وأرعبوا بسيفه وفتكه واستعظموا سطوته، وخافوا مكانه.

  فأخزى الله الشرك والمشركين والكافرين بسيفه وهزمهم بفتكه، وأعز الإسلام ورسول الإسلام ÷ ودولة الإسلام بهيبته وعظيم شخصيته، وكبر مقامه ومكانته.

  وما كان # يفارق رسول الله ÷ إلا في الأوقات الخاصة، وكان #