المهدي #
  عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم، وكان ذلك أياماً طويلة ثم تاب الله عليهما؛ فلو صح الحديث في أهل بدر لما ضيق الله عليهما ورسوله ذلك التضييق، ولما شدد عليهما في التوبة.
المهدي #
  الإمام المهدي وعد من الله موعود يأتي في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وقد اشتهر وتواتر هذا الوعد عند علماء المسلمين وعامتهم، وأنه من أهل البيت $ من ذرية فاطمة &، ولا خلاف في ذلك عند جميع طوائف الشيعة وطوائف أهل السنة والجماعة.
[سلطان المهدي #]
  في أحاديث المهدي: «يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً»، أو كما قال.
  الذي يظهر لي وأميل إليه أن سلطان الإمام المهدي # سيبلغ حيث بلغ الإسلام، والمعلوم أن سلطان الإسلام في عهد النبي ÷ لم يتجاوز جزيرة العرب، ولكنه بعد موته ÷ تمدد وانتشر شرقاً وغرباً وشمالاً، والمعروف أن الإسلام في تمدده وانتشاره لم يشمل الأرض كلها، بل لم يحتل منها إلا أقل من خمس مساحتها.
  وقد جاء في أوصاف النبي ÷ أنه يملأ الأرض عدلاً، وعلى هذا فيمكن أن يكون المعنى أن دولة المهدي وسلطانه سيحيي العدل والإنصاف ويقضي على الظلم والجور في ولايته وسلطان دولته، ثم يشتهر ذلك وينتشر ذكره في الدنيا ويتحدث الناس به في مشارق الأرض ومغاربها، وبذلك الاشتهار والانتشار عند الناس جميعاً تتلقى السياسة الجائرة النقد المخزي من رعاياها مصحوباً بالثناء والتعظيم لسياسة دولة المهدي، وذلك هو نصيب الدولة الكافرة من عدل المهدي، ويشهد لما ذكرنا أمور:
  ١ - أن رسل الله وأنبياءه À لم يطبق سلطان واحد منهم جميع ساحة الأرض، وقد كان آخرهم محمد ÷ ولم تتجاوز دولته وسلطانه جزيرة العرب وإن