من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[حتمية ظهور المهدي عند اليهود والنصارى]

صفحة 432 - الجزء 3

  امتد سلطانه بعد وفاته فهو امتداد محدود، وسليمان # وإن كان له سلطان عظيم فإنه لم يصل إلى الأمريكتين ولا إلى أستراليا، ولا إلى أكثر أوربا، وإلى كثير من دول أفريقيا، وآسيا؛ إذ لو كان له # هنالك ولاية وحكم وسلطان لبقي إلى اليوم شيء من بقايا الديانة اليهودية، إلا أنه لا يوجد لها أي أثر لا قوي ولا ضعيف في البلدان التي ذكرنا.

  ٢ - أن المقصود من بعثة الرسل À ومن إقامة حجج الله كالأوصياء والأئمة هو إظهار الحق وتبليغه، وإقامة الحجج والبراهين على صحته؛ لئلا يكون للناس على الله حجة، فهكذا يكون سبيل الإمام المهدي، أما السلطان والولاية والملك السياسي فلا قيمة له ولا وزن عند الله تعالى ولا عند أوليائه، وقد كان أمير المؤمنين # يحلف بالله لأصحابه أن إمرته عليهم لا تساوي عنده شسع نعله.

  ٣ - أن الله سبحانه وتعالى قال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ}⁣[الفرقان ٣١]، وعلى هذا فلا بد لسلطان المهدي # من عدو؛ لأن دعوته # امتداد لدعوة جده محمد ÷، ولا تتحقق العداوة وتظهر إلا إذا كان هناك توازن في القوة والسلطان بين الطرفين المتعاديين، أو على الأقل أن يكون للعدو من الشوكة والقوة ما يستطيع بها أن يظهر عداوته، ويعترض بها في طريق عدوه، وبسببها يحصل الخوف منه والقلق على دولة الإسلام وعلى رعاياها وعلى البلدان.

[حتمية ظهور المهدي عند اليهود والنصارى]

  بسم الله، قال بعض الدارسين:

  ومن خلال اطلاعي على الكثير من دراسات وأبحاث الغربيين التي تتناول النبوءات التوراتية والإنجيلية الخاصة بأحداث النهاية تبين لي بأن اليهود والنصارى أكثر إيماناً ويقيناً من عامة المسلمين بحتمية ظهور المهدي وانتصاره في كافة حروبه، واتخاذه للقدس عاصمة لملكه، وامتداده لمساحات شاسعة من الأرض.

  ولأنهم يعلمون بأن النهاية قد اقتربت ويعتقدون بأنه سيقود تحالفاً عسكرياً ضد الغرب ينجم عنه دمار الحضارة الغربية برمتها فهم يتوقعون ظهوره في أي