[بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ...]
  - والذي شهدته وعاصرته أن الله تعالى في رأس هذا القرن - وهو القرن الخامس عشر الهجري - نعش مذهب الزيدية الذي هو مذهب أهل البيت؛ فمنذ بداية هذا القرن وإلى اليوم ما زال المذهب ينتشر وتتوسع معارفه وتتكاثر حملة العلم به من الرجال والنساء، وكل ذلك بمساعي عالم الزيدية وشيخها وحامل علومها مجدالدين المؤيدي رحمة الله عليه، ثم بمساعي أتباعه وأوليائه وعلى رأسهم العالم الزاهد الصابر المجاهد الحسين بن يحيى الحوثي حفظه الله، وما زال إلى اليوم ينشر المرشدين والمدرسين في نواحي البلاد الزيدية، وقد كان العلم والعلماء قد انقرضا من جميع بلاد الزيدية تقريباً، ولم يبق لعلم الزيدية هناك ذكر ولا أثر.
[بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ...]
  «بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهراً مشهوراً، أو خائفاً مغموراً»:
  هكذا قال أمير المؤمنين وسيد الوصيين، وخليفة رسول رب العالمين ÷ والمعنى: أن حكمة الله قضت بأن لا يؤاخذ الناس بذنب ارتكبوه، ولا يعذبهم عليه حتى يبين لهم ما يتقون من معاصيه، وأنه سيعذب عليها، ويخلد المصرين عليها في نار جهنم، ويثيب أهل التقوى في جنات النعيم، و ... إلخ.
  وبيان الله تعالى يكون إما ببعث الرسل وإنزال الكتب، وإما أن يكون البيان على ألسنة العلماء الربانيين الذين يقضون بالحق وبه يعدلون.
  وفعلاً فالواقع الملموس على طول التأريخ الإسلامي من أول أيامه وإلى اليوم لم يغب في أي عصر من عصوره داعي الله من أهل بيت الرسول ÷، ففي كل فترة من فترات التأريخ إلى اليوم إمام يعلن بدعوته، ويجاهر بها، ويقاتل عليها، وإذا لم يكن إمام كذلك فيخلفه من أهل العلم من يبين الحق ويعلنه، ويحتج عليه ويوضحه وينشره بطريقة سلمية، ويهيئ الله له أتباع ينصرونه على ذلك، ويحملون عنه العلم.